الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱسْتَجِيبُواْ لِرَبِّكُمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَكُمْ مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِّن نَّكِيرٍ }

قوله تعالى: { ٱسْتَجِيبُواْ لِرَبِّكُمْ } أي أجيبوه إلى ما دعاكم إليه من الإيمان به والطاعة. استجاب وأجاب بمعنًى وقد تقدّم. { مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ مِنَ ٱللَّهِ } يريد يوم القيامة أي لا يردّه أحد بعد ما حكم الله به وجعله أجلاً ووقتاً. { مَا لَكُمْ مِّن مَّلْجَأٍ } أي من ملجأ ينجيكم من العذاب. { وَمَا لَكُمْ مِّن نَّكِيرٍ } أي من ناصر ينصركم قاله مجاهد. وقيل: النكير بمعنى المنكر كالأليم بمعنى المؤلم أي لا تجدون يومئذ منكراً لما ينزل بكم من العذاب حكاه ابن أبي حاتم وقاله الكلبي. الزجاج: معناه أنهم لا يقدرون أن ينكروا الذنوب التي يوقفون عليها. وقيل: «مِنْ نَكِيرٍ» أي إنكار ما ينزل بكم من العذاب، والنكير والإنكار تغيير المنكر.