الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ تَرَى ٱلظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُواْ وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ ٱلْجَنَّاتِ لَهُمْ مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَضْلُ ٱلْكَبِيرُ }

قوله تعالى: { تَرَى ٱلظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ } أي خائفين { مِمَّا كَسَبُواْ } أي من جزاء ما كسبوا. والظالمون هاهنا الكافرون بدليل التقسيم بين المؤمن والكافر. { وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ } أي نازل بهم. { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ ٱلْجَنَّاتِ } الروضة: الموضع النَّزِه الكثير الخضرة. وقد مضى في «الروم». { لَهُمْ مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ } أي من النعيم والثواب الجزيل. { ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَضْلُ ٱلْكَبِيرُ } أي لا يوصف ولا تهتدي العقول إلى كُنْه صفته لأن الحق إذا قال كبير فمن ذا الذي يقدر قدره.