الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ يَسْتَعْجِلُ بِهَا ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا ٱلْحَقُّ أَلاَ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُمَارُونَ فَي ٱلسَّاعَةِ لَفِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ }

قوله تعالى: { يَسْتَعْجِلُ بِهَا ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا } يعني على طريق الاستهزاء، ظنًّا منهم أنها غير آتية، أو إيهاماً للضَّعَفة أنها لا تكون. { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مُشْفِقُونَ مِنْهَا } أي خائفون وَجِلون لاستقصارهم أنفسهم مع الجهد في الطاعة كما قال:وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ } [المؤمنون: 60]. { وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا ٱلْحَقُّ } أي التي لا شك فيها. { أَلاَ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُمَارُونَ فَي ٱلسَّاعَةِ } أي يشكّون ويخاصمون في قيام الساعة. { لَفِي ضَلاَلَ بَعِيدٍ } أي عن الحق وطريق الاعتبار إذ لو تذكّروا لعلموا أن الذي أنشأهم من تراب ثم من نطفة إلى أن بلغوا ما بلغوا، قادر على أن يبعثهم.