ألاَ قُلْ لمن ظَلّ لي حاسدا | | أتدرِي على مَن أسأتَ الأدَبْ |
أسأتَ على اللَّه في حكمه | | إذا أنتَ لم ترض لي ما وَهَبْ |
فيا ربِّ إن الناس لا ينصفونَنِي | | فكيف ولو أنصفتُهم ظلَمونِي |
وإن كان لي شيءٌ تصدَّوْا لأخذه | | وإن شئتُ أبغِي شيئَهم منعوني |
وإن نالهم بذْلي فلا شُكرَ عندهم | | وإن أنا لم أبذُلْ لهم شتمُونِي |
وإنْ طَرقَتْنِي نكبةٌ فكِهُوا بها | | وإن صَحِبتني نعمةٌ حسدوني |
سأمنع قلبي أن يَحنّ إليهمو | | وأحجب عنهم ناظري وجُفونِي |
حسدوا النعمةَ لما ظهرتْ | | فرموها بأباطيل الكَلِمْ |
وإذا ما ٱللَّه أسدَى نعمة | | لم يَضِرْها قولُ أعداء النِّعَمْ |
إن الغُرابَ وكان يمشي مشيةً | | فيما مضى من سالف الأحوالِ |
حسد القَطاةَ فَرَامَ يمشِي مشيَها | | فأصابه ضربٌ من التّعقالِ |