الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ ٱلرُّسُلِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً }

قوله تعالى: { رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ } هو نصب على البدل من «وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ» ويجوز أن يكون على إضمار فعل ويجوز نصبه على الحال أي كما أوحينا إلى نوح والنبِيِّين من بعده رسلاً. { لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ ٱلرُّسُلِ } فيقولوا ما أرسلت إلينا رسولاً. وما أنزلت علينا كتاباً وفي التنزيلوَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولاً } [الإسراء: 15] وقوله تعالى:وَلَوْ أَنَّآ أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُواْ رَبَّنَا لَوْلاۤ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ } [طه: 134] وفي هذا كله دليل واضح أنه لا يجب شيء من ناحية العقل. وروي عن كعب الأحبار أنه قال: كان الأنبياء ألفي ألف ومائتي ألف. وقال مقاتل: كان الأنبياء ألف ألف وأربعمائة ألف وأربعة وعشرين ألفاً. وروى أنَس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " بعثتُ على أثر ثمانية آلاف من الأنبياء منهم أربعة آلاف من بني إسرائيل " ذكره أبو الليث السمرقندي في التفسير له ثم أسند عن شعبة عن أبي إسحاق عن الحارث الأعور عن أبي ذرّ الغِفاري قال: قلت يا رسول الله كم كانت الأنبياء وكم كان المرسلون؟ قال: " كانت الأنبياء مائة ألف نبيّ وأربعة وعشرين ألف نبي وكان المرسلون ثلاثمائة وثلاثة عشر " قلت: هذا أصح ما روي في ذلك خرجه الآجُرِّي وأبو حاتم البستي في المسند الصحيح له.