قوله تعالى: { أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُفَعَآءَ } أي بل اتخذوا يعني الأصنام وفي الكلام ما يتضمن لم أي { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } لم يتفكروا ولكنهم اتخذوا آلهتهم شفعاء. { قُلْ أَوَلَوْ كَـانُواْ لاَ يَمْلِكُونَ شَيْئاً } أي قل لهم يا محمد أتتخذونهم شفعاء وإن كانوا لا يملكون شيئاً من الشفاعة { وَلاَ يَعْقِلُونَ } لأنها جمادات. وهذا استفهام إنكار { قُل لِلَّهِ ٱلشَّفَاعَةُ جَمِيعاً } نص في أن الشفاعة لله وحده كما قال:{ مَن ذَا ٱلَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ } [البقرة: 255] فلا شافع إلا من شفاعته{ وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ٱرْتَضَىٰ } [الأنبياء: 28]. { جَمِيعاً } نصب على الحال. فإن قيل: { جَميعاً } إنما يكون للاثنين فصاعداً والشفاعة واحدة. فالجواب أن الشفاعة مصدر والمصدر يؤدّي عن الاثنين والجميع { لَّهُ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }. قوله تعالى: { وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ } نصب على المصدر عند الخليل وسيبويه، وعلى الحال عند يونس. { ٱشْمَأَزَّتْ } قال المبرد: انقبضت. وهو قول ابن عباس ومجاهد. وقال قتادة: نفرت واستكبرت وكفرت وتعصت. وقال المؤرِّج أنكرت. وأصل الاشمئزاز النفور والازورار. قال عمرو بِن كُلْثوم:
إذا عَضَّ الثِّقَافُ بِهَا اشْمَأَزَّتْ
وَوَلَّتْهُمْ عَشَوْزَنَةً زَبُونَا
وقال أبو زيد: اشمأَز الرجل ذعر من الفزع وهو المذعور. وكان المشركون إذا قيل لهم «لا إِلٰه إِلا الله» نفروا وكفروا { وَإِذَا ذُكِرَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ } يعني الأوثان حين ألقى الشيطان في أمنية النبي صلى الله عليه وسلم عند قراءته سورة «والنجم» تلك الغَرَانِيقُ الْعُلَى وإن شفاعتهم تُرْتَجَى. قاله جماعة المفسرين. { إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } أي يظهر في وجوههم البشر والسرور.