الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ لَـٰكِنِ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ وَعْدَ ٱللَّهِ لاَ يُخْلِفُ ٱللَّهُ ٱلْمِيعَادَ }

قوله تعالى: { لَـٰكِنِ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ رَبَّهُمْ } لما بيّن أن للكفار ظُلَلا من النار من فوقهم ومن تحتهم بيّن أن للمتقين غرفاً فوقها غرف لأن الجنة درجات يعلو بعضها بعضاً و«لَكِن» ليس للاستدراك لأنه لم يأت نفي كقوله: ما رأيت زيداً لكن عمراً، بل هو لترك قصة إلى قصة مخالفة للأولى كقولك: جاءني زيد لكن عمرو لم يأت. { غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ } قال ابن عباس: من زبرجد وياقوت { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ } أي هي جامعة لأسباب النزهة. { وَعْدَ ٱللَّهِ } نصب على المصدر لأن معنى «لَهُمْ غُرَفٌ» وعدهم الله ذلك وعداً. ويجوز الرفع بمعنى ذلك وعد الله. { لاَ يُخْلِفُ ٱللَّهُ ٱلْمِيعَادَ } أي ما وعد الفريقين.