الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّهُمْ أَلْفَوْاْ آبَآءَهُمْ ضَآلِّينَ } * { فَهُمْ عَلَىٰ آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ } * { وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ ٱلأَوَّلِينَ } * { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُّنذِرِينَ } * { فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُنذَرِينَ } * { إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ }

قوله تعالى: { إِنَّهُمْ أَلْفَوْاْ آبَآءَهُمْ ضَآلِّينَ } أي صادفوهم كذلك فاقتدوا بهم. { فَهُمْ عَلَىٰ آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ } أي يسرعون عن قتادة. وقال مجاهد: كهيئة الهرولة. قال الفراء: الإهراع الإسراع برعدة. وقال أبو عبيدة: «يُهْرَعُونَ» يُستحَثون من خلفهم. ونحوه قول المبرّد. قال: المُهْرَع المستحث يقال: جاء فلان يُهْرَع إلى النار إذا ٱستحثه البرد إليها. وقيل: يُزعَجون من شدّة الإسراع قاله الفضل. الزجاج: يقال هُرِع وأُهْرِع إذا ٱستحث وأزعج. قوله تعالى: { وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ ٱلأَوَّلِينَ } أي من الأمم الماضية. { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُّنذِرِينَ } أي رسلاً أنذروهم العذاب فكفروا. { فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُنذَرِينَ } أي آخر أمرهم. { إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } أي الذين ٱستخلصهم اللّه من الكفر. وقد تقدّم. ثم قيل: هو ٱستثناء من «الْمُنْذَرِينَ». وقيل هو من قوله تعالى:وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ ٱلأَوَّلِينَ } [الصافات: 71].