الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ } * { فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ } * { وَقَالُواْ يٰوَيْلَنَا هَـٰذَا يَوْمُ ٱلدِّينِ } * { هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ }

قوله تعالى: { قُلْ نَعَمْ } أي نعم تبعثون. { وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ } أي صاغرون أذلاء لأنهم إذا رأوا وقوع ما أنكروه فلا محالة يذلون. وقيل: أي ستقوم القيامة وإن كرهتم، فهذا أمر واقع على رغمكم وإن أنكرتموه اليوم بزعمكم. { فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ } أي صيحة واحدة قاله الحسن. وهي النفخة الثانية. وسمّيت الصيحة زجرة لأن مقصودها الزجر أي يزجر بها كزجر الإبل والخيل عند السَّوق. { فَإِذَا هُمْ } قِيَامٌ { يَنظُرُونَ } أي ينظر بعضهم إلى بعض. وقيل: المعنى ينتظرون ما يفعل بهم. وقيل: هي مثل قوله:فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } [الأنبياء: 97]. وقيل: أي ينظرون إلى البعث الذي أنكروه. قوله تعالى: { وَقَالُواْ يٰوَيْلَنَا هَـٰذَا يَوْمُ ٱلدِّينِ } نادوا على أنفسهم بالويل لأنهم يومئذ يعلمون ما حلّ بهم. وهو منصوب على أنه مصدر عند البصريين. وزعم الفرّاء أن تقديره: ياوَيْ لَنَا، ووَيْ بمعنى حُزْن. النحاس: ولو كان كما قال لكان منفصلاً وهو في المصحف متصل، ولا نعلم أحداً يكتبه إلا متصلاً. و «يَوْمُ الدِّينِ» يوم الحساب. وقيل: يوم الجزاء. { هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } قيل: هو من قول بعضهم لبعض أي هذا اليوم الذي كذبنا به. وقيل: هو من قول الله تعالى لهم. وقيل: من قول الملائكة أي هذا يوم الحكم بين الناس فيبين المحق من المبطل. فـفَرِيقٌ فِي ٱلْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي ٱلسَّعِيرِ } [الشورى: 7].