الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَدْ كَـفَرُواْ بِهِ مِن قَـبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِٱلْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ }

قوله تعالى: { وَقَدْ كَـفَرُواْ بِهِ } أي بالله عز وجل. وقيل: بمحمد { مِن قَـبْلُ } يعني في الدنيا. { وَيَقْذِفُونَ بِٱلْغَيْبِ } العرب تقول لكل من تكلم بما لا يَحُقّه: هو يقذف ويرجم بالغيب. { مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } على جهة التمثيل لمن يرجم ولا يصيب، أي يرمون بالظن فيقولون: لا بعث ولا نشور ولا جنة ولا نار، رَجْماً منهم بالظن قاله قتادة. وقيل: «يقذفون» أي يرمون في القرآن فيقولون: سحر وشعر وأساطير الأولين. وقيل: في محمد فيقولون ساحر شاعر كاهن مجنون. { مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } أي إن الله بعّد لهم أن يعلموا صدق محمد. وقيل: أراد البعد عن القلب، أي من مكان بعيد عن قلوبهم. وقرأ مجاهد «ويُقذفُون بالغيب» غير مسمّى الفاعل، أي يُرمون به. وقيل: يقذف به إليهم من يغويهم ويضلهم.