الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ ٱلْمَأْوَىٰ نُزُلاً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فَسَقُواْ فَمَأْوَاهُمُ ٱلنَّارُ كُلَّمَآ أَرَادُوۤاْ أَن يَخْرُجُواُ مِنْهَآ أُعِيدُواْ فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ }

قوله تعالى: { أَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ ٱلْمَأْوَىٰ } أخبر عن مقرّ الفريقين غداً فللمؤمنين جنات المأوى، أي يأوون إلى الجنات فأضاف الجنات إلى المأوى لأن ذلك الموضع يتضمن جنات. { نُزُلاً } أي ضيافة. والنُّزُلُ: ما يُهيّأ للنازل والضيف. وقد مضى في آخر «آل عمران» وهو نصب على الحال من الجنات أي لهم الجنات معدّة، ويجوز أن يكون مفعولاً له. { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فَسَقُواْ } أي خرجوا عن الإيمان إلى الكفر { فَمَأْوَاهُمُ ٱلنَّارُ } أي مقامهم فيها. { كُلَّمَآ أَرَادُوۤاْ أَن يَخْرُجُواُ مِنْهَآ أُعِيدُواْ فِيهَا } أي إذا دفعهم لهب النار إلى أعلاها ردّوا إلى موضعهم فيها، لأنهم يطمعون في الخروج منها. وقد مضى هذا في «الحج». { وَقِيلَ لَهُمْ } أي يقول لهم خَزَنة جهنم. أو يقول الله لهم: { ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } والذوق يُستعمل محسوساً ومعنًى. وقد مضى في هذه السورة بيانه.