الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوَلَمْ يَسيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوۤاْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُواْ ٱلأَرْضَ وَعَمَرُوهَآ أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }

قوله تعالى: { أَوَلَمْ يَسيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ } ببصائرهم وقلوبهم. { كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوۤاْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُواْ ٱلأَرْضَ } أي قلبوها للزراعة لأن أهل مكة لم يكونوا أهل حرث قال الله تعالى:تُثِيرُ ٱلأَرْضَ } [البقرة: 71]. { وَعَمَرُوهَآ أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا } أي وعمروها أولئك أكثر مما عمروها هؤلاءِ فلم تنفعهم عمارتهم ولا طول مدّتهم. { وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ } أي بالمعجزات. وقيل: بالأحكام فكفروا ولم يؤمنوا. { فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ } بأن أهلكهم بغير ذنب ولا رسل ولا حجة. { وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } بالشرك والعصيان.