الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ ٱلرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ ٱلْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }

قوله تعالى: { وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ ٱلرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ } أي ومن أعلام كمال قدرته إرسال الرياح مبشّرات أي بالمطر لأنها تتقدّمه. وقد مضى في «الحجِر» بيانه. { وَلِيُذِيقَكُمْ مِّن رَّحْمَتِهِ } يعني الغيث والخصب. { وَلِتَجْرِيَ ٱلْفُلْكُ } أي في البحر عند هبوبها. وإنما زاد «بِأَمْرِهِ» لأن الرياح قد تَهُبُّ ولا تكون مواتية، فلا بدّ من إرساء السفن والاحتيال بحبسها، وربما عصفت فأغرقتها بأمره. { وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ } يعني الرزق بالتجارة { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } هذه النعم بالتوحيد والطاعة. وقد مضى هذا كلّه مبيناً.