الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا مَسَّ ٱلنَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْاْ رَبَّهُمْ مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَآ أَذَاقَهُمْ مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ }

قوله تعالى: { وَإِذَا مَسَّ ٱلنَّاسَ ضُرٌّ } أي قَحْط وشِدّة { دَعَوْاْ رَبَّهُمْ } أن يرفع ذلك عنهم { مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ } قال ابن عباس: مقبلين عليه بكل قلوبهم لا يشركون. ومعنى هذا الكلام التعجب، عجب نبيّه من المشركين في ترك الإنابة إلى الله تعالى مع تتابع الحجج عليهم أي إذا مسّ هؤلاء الكفارَ ضرٌّ من مرض وشدّة دعوْا ربّهم أي استغاثوا به في كشف ما نزل بهم مقبلين عليه وحده دون الأصنام، لعلمهم بأنه لا فرج عندها. { ثُمَّ إِذَآ أَذَاقَهُمْ مِّنْهُ رَحْمَةً } أي عافية ونعمة. { إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ } أي يشركون به في العبادة.