الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِٱلْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }

يعني طائفة من اليهود. { يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِٱلْكِتَابِ } وقرأ أبو جعفر وشيْبَة «يُلوُّون» على التكثير. إذا أماله ومنه والمعنى يحرفون الكلم ويعدِلون به عن القصد. وأصل اللّيّ الميل. لَوى بيده، ولَوى برأسه قوله تعالى:لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ } [النساء: 46] أي عناداً عن الحق ومَيْلاً عنه إلى غيره. ومعنىوَلاَ تَلْوُونَ عَلَىٰ أحَدٍ } [آل عمران: 153] أي لا تَعرُجون عليه يقال لَوَى عليه إذا عرّج وأقام. واللّي المَطْل. لواه بَدينه يَلْوِيه لَيّاً ولِيَاناً مَطَله. قال:
قد كنت داينت بها حسّانا   مخافة الإفلاس واللّيانَا
يحسـن بيـع الأصـل والعيانـا   
وقال ذو الرمّة:
تريدين ليّانِي وأنتِ مَلِيّةٌ   وأحسن يا ذات الوِشاح التّقاضِيَا
وفي الحديث " لَيُّ الواجدِ يُحِلّ عِرضَه وعقوبته " وأَلْسنة جمع لسان في لغة من ذكّر، ومن أنّث قال ألسن.