نزلت في معاذ بن جبل وحذيفة بن اليمان وعمّار بن ياسر حين دعاهم اليهود من بني النضير وقريظة وبني قينقاع إلى دينهم. وهذه الآية نظير قوله تعالى:{ وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً } [البقرة: 109]. و «مِنْ» على هذا القول للتبعيض. وقيل: جميع أهل الكتاب، فتكون «مِنْ» لبيان الجنس. ومعنى «لَوْ يُضِلُّونَكُم» أي يُكسبونكم المعصية بالرجوع عن دين الإسلام والمخالفة له. وقال ٱبن جُريج: «يُضِلُّونكم» أي يهلكونكم ومنه قول الأخطل:
كُنْتَ الْقَذَى في مَوْجِ أكْدَرَ مُزْبِدٍ
قذفَ الأتِيّ به فضلّ ضلالا
أي هلك هلاكاً. { وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ } نفى وإيجاب. { وَمَا يَشْعُرُونَ } أي يفطنون أنهم لا يصِلُون إلى إضلال المؤمنين. وقيل: { وما يشعرون } أي لا يعلمون بصحة الإسلام وواجب عليهم أن يعلموا لأن البراهين ظاهرة والحجج باهرة، والله أعلم.