الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ }

يعني اليهود. قال محمد بن إسحاق: لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً ببدر وقِدم المدينة جمع اليهود فقال: " يا معشر اليهود ٱحذروا من الله مثل ما نزل بقريش يوم بدرٍ قبل أن ينزل بكم ما نزل بهم فقد عرفتم أني نبي مرسل تجدون ذلك في كتابكم وعهد الله إليكم " ، فقالوا: يا محمد، لا يغرّنك أنك قتلت أقواماً أغْمَاراً لا عِلم لهم بالحرب فأصبت فيهم فرصة! والله لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس. فأنزل الله تعالى { قُلْ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ } بالتاء يعني اليهود: أي تهزمون { وَتُحْشَرُونَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ } في الآخرة. فهذه رواية عِكرِمة وسعِيد بن جبير عن ٱبن عباس. وفي رواية أبي صالح عنه أن اليهود لما فرِحوا بما أصاب المسلمين يوم أُحُد نزلت. فالمعنى على هذا «سَيُغْلَبُونَ» بالياء، يعني قريشاً، «ويُحْشَرُونَ» بالياء فيهما، وهي قراءة نافع. قوله تعالى: { وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ } يعني جهنم هذا ظاهر الآية. وقال مجاهد: المعنى بئس ما مهدوا لأنفسهم، فكأنّ المعنى: بئس فعلهم الذي أدّاهم إلى جهنم.