الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَآءَهُمْ مُّوسَىٰ بِٱلْبَيِّنَاتِ فَٱسْتَكْبَرُواْ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا كَانُواْ سَابِقِينَ } * { فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَّنْ أَخَذَتْهُ ٱلصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ ٱلأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }

قوله تعالى: { وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ } قال الكسائي: إن شئت كان محمولاً على عاد، وكان فيه ما فيه، وإن شئت كان على { فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ } وصدّ قارون وفِرعون وهامان. وقيل: أي وأهلكنا هؤلاء بعد أن جاءتهم الرسل { فَٱسْتَكْبَرُواْ فِي ٱلأَرْضِ } عن الحق وعن عبادة الله { وَمَا كَانُواْ سَابِقِينَ } أي فائتين. وقيل: سابقين في الكفر بل قد سبقهم للكفر قرون كثيرة فأهلكناهم. { فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ } قال الكسائي: { فَكُلاًّ» } منصوب بـ { ـأَخَذْنَا } أي أخذنا كلاً بذنبه. { فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً } يعني قوم لوط. والحاصب ريح يأتي بالحصباء وهي الحصى الصغار. وتستعمل في كل عذاب { وَمِنْهُمْ مَّنْ أَخَذَتْهُ ٱلصَّيْحَةُ } يعني ثموداً وأهل مدين. { وَمِنْهُمْ مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ ٱلأَرْضَ } يعني قارون { وَمِنْهُمْ مَّنْ أَغْرَقْنَا } قوم نوح وقوم فرعون. { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ } لأنه أنذرهم وأمهلهم وبعث إليهم الرسل وأزاح العذر.