الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهَـٰذَا ٱلَّذِي بَعَثَ ٱللَّهُ رَسُولاً } * { إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلاَ أَن صَبْرَنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ ٱلْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً }

قوله تعالى: { وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً } جواب { إذا } { إِنْ يَتَّخذُونَكَ } لأن معناه يتخذونك. وقيل: الجواب محذوف وهو قالوا أو يقولون: { أَهَذَا الَّذِي } وقوله: { إِنْ يَتَّخذُونك إِلاَّ هُزُواً } كلام معترض. ونزلت في أبي جهل كان يقول للنبيّ صلى الله عليه وسلم مستهزئاً: { أَهَـٰذَا ٱلَّذِي بَعَثَ ٱللَّهُ رَسُولاً } والعائد محذوف، أي بعثه الله. { رَسُولاً } نصب على الحال والتقدير: أهذا الذي بعثه الله مرسلاً. { أَهذَا } رفع بالابتداء و { الَّذِي } خبره. { رَسُولاً } نصب على الحال. و { بَعَثَ } في صلة { الَّذِي } واسم الله عز وجل رفع بـ { ـبَعثَ }. ويجوز أن يكون مصدراً لأن معنى { بَعَث } أرسل ويكون معنى { رَسُولاً } رسالة على هذا. والألف للاستفهام على معنى التقرير والاحتقار. { إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا } أي قالوا قد كاد أن يصرفنا. { عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلاَ أَن صَبْرَنَا عَلَيْهَا } أي حبسنا أنفسنا على عبادتها. قال الله تعالى: { وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ ٱلْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً } يريد من أضل ديناً أهم أم محمد، وقد رأوه في يوم بدر.