الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ ٱفتَرَىٰ عَلَىٰ ٱللَّهِ كَذِباً وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ } * { قَالَ رَبِّ ٱنْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ } * { قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَّيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ } * { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ بِٱلْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَآءً فَبُعْداً لِّلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ }

قوله تعالى: { إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ } يعنون الرسول. إلا رجل { ٱفتَرَىٰ } أي اختلق. { عَلَىٰ ٱللَّهِ كَذِباً وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ قَالَ رَبِّ ٱنْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ } تقدم. { قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ } أي عن قليل، و«ما» زائدة مؤكدة. { لَّيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ } على كفرهم، واللام لام القسم أي والله ليصبحن. { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ } في التفاسير: صاح بهم جبريل عليه السلام صيحة واحدة مع الريح التي أهلكهم الله تعالى بها فماتوا عن آخرهم. { فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَآءً } أي هَلْكَى هامدين كغُثَاء السيل، وهو ما يحمله من بالي الشجر من الحشيش والقصب مما يبِس وتفتّت. { فَبُعْداً لِّلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } أي هلاكاً لهم. وقيل بُعْداً لهم من رحمة الله وهو منصوب على المصدر. ومثله سَقْياً له ورَعْياً.