الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَنُوحاً إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ ٱلْكَرْبِ ٱلْعَظِيمِ } * { وَنَصَرْنَاهُ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ }

قوله تعالى: { وَنُوحاً إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ } أي واذكر نوحاً إذ نادى أي دعا. { مِن قَبْلُ } أي من قبل إبراهيم ولوط على قومه، وهو قوله:رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى ٱلأَرْضِ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ دَيَّاراً } [نوح: 26] وقال لما كذبوه: «أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ». { فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ ٱلْكَرْبِ ٱلْعَظِيمِ } أي من الغرق. والكرب الغم الشديد «وأَهْلَهُ» أي المؤمنين منهم. { وَنَصَرْنَاهُ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا } قال أبو عبيدة: «مِن» بمعنى على. وقيل: المعنى فانتقمنا له { مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا }. { فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ } أي الصغير منهم والكبير.