الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذْ تَبَرَّأَ ٱلَّذِينَ ٱتُّبِعُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ ٱلأَسْبَابُ }

قوله تعالى: { إِذْ تَبَرَّأَ ٱلَّذِينَ ٱتُّبِعُواْ } يعني السادة والرؤساء تبرءوا ممن ٱتبعهم على الكفر عن قتادة وعطاء والربيع. وقال قتادة أيضاً والسُّدي: هم الشياطين المضلّون تبرءوا من الإنس. وقيل: هو عام في كل متبوع. { وَرَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ } يعني التابعين والمتبوعين قيل: بتيقُّنهم له عند المعاينة في الدنيا. وقيل: عند العرض والمُساءلة في الآخرة. قلت: كلاهما حاصل، فهم يعاينون عند الموت ما يصيرون إليه من الهوان، وفي الآخرة يذوقون أليم العذاب والنِّكال. قوله تعالى: { وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ ٱلأَسْبَابُ } أي الوُصُلات التي كانوا يتواصلون بها في الدنيا من رَحِم وغيره عن مجاهد وغيره. الواحد سَبب ووُصْلة. وأصل السَّبب الحبل يشدّ بالشيء فيجذبه ثم جعل كل ما جرّ شيئاً سبباً. وقال السُّدّي وٱبن زيد: إن الأسباب أعمالهم. والسبب الناحية ومنه قول زُهير:
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه   ولو رام أسبابَ السماء بسُلِّم