الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ مُوسَىٰ إِنَّهُ كَانَ مُخْلِصاً وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً } * { وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ ٱلأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً } * { وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَآ أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً }

قوله تعالى: { وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ مُوسَىٰ } أي واقرأ عليهم من القرآن قصة موسى. { إِنَّهُ كَانَ مُخْلِصاً } في عبادته غير مرائي. وقرأ أهل الكوفة بفتح اللام أي أخلصناه فجعلناه مختاراً. { وَنَادَيْنَاهُ } أي كلمناه ليلة الجمعة. { مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ ٱلأَيْمَنِ } أي يمين موسى، وكانت الشجرة في جانب الجبل عن يمين موسى حين أقبل من مدين إلى مصر قاله الطبري وغيره فإن الجبال لا يمين لها ولا شمال. { وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً } نصب على الحال أي كلمناه من غير وحي. وقيل: أدنيناه لتقريب المنزلة حتى كلمناه. وذكر وكيع وقبِيصة عن سفيان عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قول الله عز وجل: { وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً } أي أدني حتى سمع صريف الأقلام. { وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَآ أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً } وذلك حين سأل فقال: { وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هَرُونَ أَخِي }.