الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ ٱلْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً }

قوله تعالى: { ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ ٱلْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ } أي الدَّولة والرجعة وذلك لمّا تبتم وأطعتم. ثم قيل: ذلك بقتل داود جالوت أو بقتل غيره، على الخلاف في من قتلهم. { وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ } حتى عاد أمركم كما كان. { وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً } أي أكثر عدداً ورجالاً من عدوّكم. والنفير من نفر مع الرجل من عشيرته يقال: نفير ونافر مثل قدير وقادر. ويجوز أن يكون النفير جمع نَفْر كالكليب والمعيز والعبيد قال الشاعر:
فأكْرِمْ بقحطانَ من والد   وحِمْيرَ أكرم بقوم نفيرا
والمعنى: أنهم صاروا بعد هذه الوقعة الأولى أكثرَ ٱنضماماً وأصلح أحوالاً، جزاءً من الله تعالى لهم على عودهم إلى الطاعة.