الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً كَانَ ذٰلِك فِي ٱلْكِتَابِ مَسْطُوراً }

قوله تعالى: { وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا } أي مخربوها. { قَبْلَ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً } قال مقاتل: أما الصالحة فبالموت، وأما الطالحة فبالعذاب. وقال ابن مسعود: إذا ظهر الزنى والربا في قرية أذِن الله في هلاكهم. فقيل: المعنى وإن من قرية ظالمة يقوّي ذلك قوله:وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي ٱلْقُرَىٰ إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ } [القصص: 59]. أي فليتق المشركون، فإنه ما من قرية كافرة إلا سيحل بها العذاب. { كَانَ ذٰلِك فِي ٱلْكِتَابِ } أي في اللّوح. { مَسْطُوراً } أي مكتوباً. والسطر: الخط والكتابة وهو في الأصل مصدر. والسَّطَر بالتحريك، مثله. قال جرير:
من شاء بايعته ماليِ وخُلْعَتَه   ما تُكْمِل الَّتيْمُ في ديوانهم سَطَرَا
الخلعة بضم الخاء: خيار المال. والسطر جمع أسطار مثل سبب وأسباب، ثم يجمع على أساطير. وجمع السطر أسطر وسطور مثل أفلس وفلوس. والكتاب هنا يراد به اللوح المحفوظ.