الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً }

قوله تعالى: { رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ } هذا خطاب للمشركين، والمعنى: إن يشأ يوفقكم للإِسلام فيرحمكم، أو يميتكم على الشرك فيعذبكم قاله ابن جُريج. و «أعلم» بمعنى عليم نحو قولهم: الله أكبر، بمعنى كبير. وقيل: الخطاب للمؤمنين أي إن يشأ يرحكم بأن يحفظكم من كفار مكة، أو إن يشأ يعذبكم بتسليطهم عليكم قاله الكلبي. { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً } أي وما وكلّناك في منعهم من الكفر ولا جعلنا إليك إيمانهم. وقيل: ما جعلناك كفيلاً لهم تؤخذ بهم قاله الكلبي. وقال الشاعر:
ذكرت أبا أرْوَى فبتّ كأنني   بردّ الأمور الماضيات وكيل
أي كفيل.