الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَضَيْنَآ إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي ٱلْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي ٱلأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً }

قوله تعالى: { وَقَضَيْنَآ إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي ٱلْكِتَابِ } وقرأ سعيد بن جبير وأبو العالية «فِي الكتب» على لفظ الجمع. وقد يرِد لفظ الواحد ويكون معناه الجمع فتكون القراءتان بمعنًى واحد. ومعنى «قَضَينا» أعلمنا وأخبرنا قاله ابن عباس: وقال قتادة: حكمنا وأصل القضاء الإحكام للشيء والفراغ منه. وقيل: قضينا أوحينا ولذلك قال: «إلى بني إسرائيل». وعلى قول قتادة يكون «إلى» بمعنى على أي قضينا عليهم وحكمنا. وقاله ابن عباس أيضاً. والمعنِيّ بالكتاب اللوح المحفوظ. { لَتُفْسِدُنَّ } وقرأ ابن عباس «لَتُفْسَدُنّ». عيسى الثّقفي «لَتَفْسُدُنّ». والمعنى في القراءتين قريب لأنهم إذا أفسدوا فسدوا، والمراد بالفساد مخالفة أحكام التوراة. { فِي ٱلأَرْضِ } يريد أرض الشام وبيت المقدس وما والاها. { مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ } اللام في «لتفسدن ولتعلن» لام قسم مضمر كما تقدّم. { عُلُوّاً كَبِيراً } أراد التكبر والبَغْيَ والطغيان والاستطالة والغَلَبة والعدوان.