الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزِّنَىٰ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَآءَ سَبِيلاً }

فيه مسألة واحدة: قال العلماء: قوله تعالى: { وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزِّنَىٰ } أبلغ من أن يقول: ولا تزنوا فإن معناه لا تدنوا من الزنى. والزنى يمد ويقصر، لغتان. قال الشاعر:
كانت فريضة ما تقول كما   كان الزِّناء فريضةَ الرَّجْمِ
و { سَبِيلاً } نصب على التمييز التقدير: وساء سبيله سبيلاً. أي لأنه يؤدّي إلى النار. والزنى من الكبائر، ولا خلاف فيه وفي قبحه لا سيما بحليلة الجار. وينشأ عنه استخدام ولد الغير واتخاذه ٱبناً وغير ذلك من الميراث وفساد الأنساب باختلاط المياه. وفي الصحيح " أن النبيّ صلى الله عليه وسلم أتَى بٱمرأة مُجِحٍّ على باب فسطاط فقال: «لعله يريد أن يُلِمّ بها» فقالوا: نعم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد هَمَمْتُ أن ألْعَنه لَعْناً يدخل معه قبرَه كيف يُوَرِّثه وهو لا يَحِلّ له كيف يستخدمه وهو لا يَحِلّ له ".