الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَجْعَلُونَ لِمَا لاَ يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِّمّا رَزَقْنَاهُمْ تَٱللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ }

قوله تعالى: { وَيَجْعَلُونَ لِمَا لاَ يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِّمّا رَزَقْنَاهُمْ } ذكر نوعاً آخر من جهالتهم، وأنهم يجعلون لما لايعلمون أنه يضر وينفع ـ وهي الأصنام ـ شيئاً من أموالهم يتقرّبون به إليه قاله مجاهد وقتادة وغيرهما. فـ«ـيعلمون» على هذا للمشركين. وقيل: هي للأوثان، وجرى بالواو والنون مجرى من يعقل، فهو رد على «ما» ومفعول يعلم محذوف، والتقدير: ويجعل هؤلاء الكفار للأصنام التي لا تعلم شيئاً نصيباً. وقد مضى في «الأنعام» تفسير هذا المعنى في قولهفَقَالُواْ هَـٰذَا للَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَـٰذَا لِشُرَكَآئِنَا } ثم رجع من الخبر إلى الخطاب فقال: { تَٱللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ } وهذا سؤال توبيخ. { عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ } أي تختلقونه من الكذب على الله أنه أمركم بهذا.