الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَهُ مَا فِي ٱلْسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلَهُ ٱلدِّينُ وَاصِباً أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ تَتَّقُونَ }

قوله تعالى: { وَلَهُ مَا فِي ٱلْسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَلَهُ ٱلدِّينُ وَاصِباً } الدِّين: الطاعة والإخلاص. و «وَاصِباً» معناه دائماً قاله الفرّاء، حكاه الجوهريّ. وَصَبَ الشيء يَصِب وُصوباً، أي دام. ووَصَب الرجل على الأمر إذا واظب عليه. والمعنى: طاعة الله واجبة أبداً. وممن قال واصبا دائماً: الحسن ومجاهد وقتادة والضحاك. ومنه قوله تعالى: { وَلَهُمْ عَذابٌ وَاصِبٌ } أي دائم. وقال الدُّؤَلي:
لا أبتغي الحمد القليل بقاؤه   بذم يكون الدهر أجمع واصبا
أنشد الغزنوي والثعلبي وغيرهما:
ما أبتغي الحمد القليلَ بقاؤه   يوما بذم الدهر أجمع واصبا
وقيل: الوَصب التعب والإعياء أي تجب طاعة الله وإن تعب العبد فيها. ومنه قول الشاعر:
لا يُمسك الساقَ من أين ولا وَصَب   ولا يَعَضّ على شُرْسُوفِهِ الصفر
وقال ابن عباس: «واصبا» واجباً. الفراء والكلبي: خالصا. { أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ تَتَّقُونَ } أي لا ينبغي أن تتقوا غير الله. فـ «غير» نصب بـ «تتقون».