الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجْتَنِبُواْ ٱلْطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى ٱللَّهُ وَمِنْهُمْ مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ ٱلضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ }

قوله تعالى: { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } أي بأن ٱعبدوا الله ووحدّوه. { وَٱجْتَنِبُواْ ٱلْطَّاغُوتَ } أي اتركوا كلّ معبود دون الله كالشيطان والكاهن والصنم، وكل من دعا إلى الضلال. { فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى ٱللَّهُ } أي أرشده إلى دينه وعبادته. { وَمِنْهُمْ مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ ٱلضَّلالَةُ } أي بالقضاء السابق عليه حتى مات على كفره، وهذا يردّ على القدرية لأنهم زعموا أن الله هدى الناس كلّهم ووفقهم للهدى، والله تعالى يقول: «فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلاَلَةُ» وقد تقدم هذا في غير موضع. { فَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ } أي فسيروا معتبرين في الأرض. { فَٱنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ } أي كيف صار آخر أمرهم إلى الخراب والعذاب والهلاك.