الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَّاذَآ أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ }

قوله تعالى: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَّاذَآ أَنْزَلَ رَبُّكُمْ } يعني وإذا قيل لمن تقدم ذكره ممن لا يؤمن بالآخرة وقلوبهم منكرة بالبعث «ماذا أنزل ربكم». قيل: القائل النضر بن الحارث، وأن الآية نزلت فيه، وكان خرج إلى الحِيرة فاشترى أحاديث كَلِيلة ودِمْنة فكان يقرأ على قريش ويقول: ما يقرأ محمد على أصحابه إلا أساطير الأولين أي ليس هو من تنزيل ربّنا. وقيل: إن المؤمنين هم القائلون لهم اختباراً فأجابوا بقولهم: «أساطِير الأوّلِين» فأقرّوا بإنكار شيء هو أساطير الأوّلين. والأساطير: الأباطيل والتُّرَّهات. وقد تقدّم في الأنعام. والقول في «ماذا أنزل ربكم» كالقول فيمَاذَا يُنْفِقُونَ } [البقرة: 215] وقوله: { أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } خبر ابتداء محذوف، التقدير: الذي أنزله أساطير الأولين.