الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَضَيْنَآ إِلَيْهِ ذَلِكَ ٱلأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلآءِ مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ } * { وَجَآءَ أَهْلُ ٱلْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ } * { قَالَ إِنَّ هَؤُلآءِ ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ } * { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلاَ تُخْزُونِ } * { قَالُواْ أَوَ لَمْ نَنْهَكَ عَنِ ٱلْعَالَمِينَ } * { قَالَ هَؤُلآءِ بَنَاتِي إِن كُنْتُمْ فَاعِلِينَ }

قوله تعالى: { وَقَضَيْنَآ إِلَيْهِ } أي أوحينا إلى لوط. { ذَلِكَ ٱلأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلآءِ مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ } نظيرهفَقُطِعَ دَابِرُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } [الأنعام: 45]. { مُّصْبِحِينَ } أي عند طلوع الصبح. وقد تقدّم. { وَجَآءَ أَهْلُ ٱلْمَدِينَةِ } أي أهل مدينة لوط { يَسْتَبْشِرُونَ } مستبشرين بالأضياف طمعاً منهم في ركوب الفاحشة. { إِنَّ هَؤُلآءِ ضَيْفِي } أي أضيافي. { فَلاَ تَفْضَحُونِ } أي تخجلون. { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلاَ تُخْزُونِ } يجوز أن يكون من الخزي وهو الذل والهوان، ويجوز أن يكون من الخَزاية وهو الحياء والخجل. وقد تقدّم في هود. { قَالُواْ أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ ٱلْعَالَمِينَ } أي عن أن تضيف أحداً لأنا نريد منهم الفاحشة. وكانوا يقصدون بفعلهم الغرباء عن الحسن. وقد تقدم في الأعراف. وقيل: أو لم ننهك عن أن تكلمنا في أحد من الناس إذا قصدناه بالفاحشة. { قَالَ هَؤُلآءِ بَنَاتِي إِن كُنْتُمْ فَاعِلِينَ } أي فتزوّجوهن ولا تركنوا إلى الحرام. وقد تقدّم بيان هذا في هود.