الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } * { ٱدْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ }

قوله تعالى: { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } أي الذين ٱتقوا الفواحش والشرك. { فِي جَنَّاتٍ } أي بساتين. { وَعُيُونٍ } هي الأنهار الأربعة: ماء وخمر ولبن وعسل. وأما العيون المذكورة في سورة «الإنسان»: الكافور والزنجبيل والسلسبيل، وفي «المطففين»: التسنيم، فيأتي ذكرها وأهلها إن شاء الله. وضم العين من «عُيونٍ» على الأصل، والكسر مراعاة للياء، وقرىء بهما. { ٱدْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ } قراءة العامة «ادخلوها» بوصل الألف وضم الخاء، من دخل يدخُل، على الأمر. تقديره: قيل ادخلوها. وقرأ الحسن وأبو العالية ورُوَيس عن يعقوب «ٱدخِلوها» بضم التنوين ووصل الألف وكسر الخاء على الفعل المجهول، من أدخل. أي أدخلهم الله إياها. ومذهبهم كسر التنوين في مثلبِرَحْمَةٍ ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّة } [الأعراف: 49] وشبهه إلا أنهم ها هنا ألقوا حركة الهمزة على التنوين إذ هي ألف قطع، ولكن فيه انتقال من كسر إلى ضم ثم من ضم إلى كسر فيثقل على اللسان. { بِسَلامٍ } أي بسلامة من كل داء وآفة. وقيل: بتحية من الله لهم. { آمِنِينَ } أي من الموت والعذاب والعزل والزوال.