الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ } * { مَلِكِ ٱلنَّاسِ } * { إِلَـٰهِ ٱلنَّاسِ }

قوله تعالى: { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ } أي مالكهم ومُصْلِح أمورِهم. وإنما ذكر أنه رب الناس، وإن كان رباً لجميع الخلق لأمرين: أحدهما: لأن الناس مُعَظَّمون فأعْلَم بذكرهم أنه ربُّ لهم وإن عظموا. الثاني: لأنه أمر بالاستعاذة من شرهم فأعلم بذكرهم أنه هو الذي يعيذ منهم. وإنما قال: { مَلِكِ ٱلنَّاسِ * إِلَـٰهِ ٱلنَّاسِ } لأن في الناس ملوكاً يذكر أنه مَلِكُهُم، وفي الناس من يعبد غيره، فذكر أنه إلٰههم ومعبودهم، وأنه الذي يجب أن يُستعاذ به، ويُلْجأ إليه، دون الملوك والعظماء.