الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذَا جَآءَ نَصْرُ ٱللَّهِ وَٱلْفَتْحُ }

النصر: العَوْن مأخوذ من قولهم: قد نَصَرَ الغيثُ الأرض: إذا أعان على نباتها، من قَحْطِها. قال الشاعر:
إذا انسلخ الشهر الحرام فودِّعِي   بلادَ تميمٍ وانْصُرِي أرض عامِرِ
ويروى:
إذا دخلَ الشهرُ الحرامُ فجاوِزِي   بلادَ تميم وانصري أرضَ عامِرِ
يقال: نصره على عدوّه ينصره نصراً أي أعانه. والاسم النُّصْرة. واستنصره على عدوّه: أي سأله أن ينصره عليه. وتناصروا: نصر بعضهم بعضاً. ثم قيل: المراد بهذا النصر نصر الرسول على قريش الطبريّ. وقيل: نصره على من قاتله من الكفار فإن عاقبة النصر كانت له. وأما الفتح فهو فتح مكة عن الحسن ومجاهد وغيرهما. وقال ابن عباس وسعيد بن جبير: هو فتح المدائن والقصور. وقيل: فتح سائر البلاد. وقيل: ما فتحه عليه من العلوم. و«إذا» بمعنى قد أي قد جاء نصر الله لأن نزولها بعد الفتح. ويمكن أن يكون معناه إذا يجيئك.