الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ تِلْكَ مِنْ أَنْبَآءِ ٱلْغَيْبِ نُوحِيهَآ إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَآ أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـٰذَا فَٱصْبِرْ إِنَّ ٱلْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ }

قوله تعالى: { تِلْكَ مِنْ أَنْبَآءِ ٱلْغَيْبِ } أي تلك الأنباء، وفي موضع آخر «ذلك» أي ذلك النبأ والقصص من أنباء ما غاب عنك. { نُوحِيهَآ إِلَيْكَ } أي لتقف عليها. { مَا كُنتَ تَعْلَمُهَآ أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ } أي كانوا غير عارفين بأمر الطوفان، والمجوس الآن ينكرونه. { مِن قَبْلِ هَـٰذَا } خبر أي مجهولة عندك وعند قومك. { فَٱصْبِرْ } على مشاق الرسالة وإذاية القوم كما صبر نوح. وقيل: أراد جهلهم بقصة ٱبن نوح وإن سمعوا أمر الطوفان فإنه على الجملة. «فَٱصْبِرْ» أي ٱصبر يا محمد على القيام بأمر الله وتبليغ رسالته، وما تلقى من أذى العرب الكفار، كما صبر نوح على أذى قومه. { إِنَّ ٱلْعَاقِبَةَ } في الدنيا بالظَّفر، وفي الآخرة بالفوز. { لِلْمُتَّقِينَ } عن الشرك والمعاصي.