الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ ٱلْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ }

قوله تعالى: { وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ } تمّ الكلام، أي لا يحزنك ٱفتراؤهم وتكذيبهم لك، ثم ٱبتدأ فقال: { إِنَّ ٱلْعِزَّةَ للَّهِ } أي القوّة الكاملة والغلبة الشاملة والقدرة التامة لله وحده فهو ناصرك ومعينك ومانعك. { جَمِيعاً } نصب على الحال، ولا يعارض هذا قوله:وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } [المنافقون: 8] فإن كل عزة بالله فهي كلها لله قال الله سبحانه:سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ } [الصافات: 180]. { هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } السميع لأقوالهم وأصواتهم، العليم بأعمالهم وأفعالهم وجميع حركاتهم.