الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَآ أَذَقْنَا ٱلنَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَّكْرٌ فِيۤ آيَاتِنَا قُلِ ٱللَّهُ أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ }

يريد كفار مكة. { رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُمْ } قيل: رخاء بعد شدّة، وخِصب بعد جَدْب. { إِذَا لَهُمْ مَّكْرٌ فِيۤ آيَاتِنَا } أي استهزاء وتكذيب. وجواب قوله: «وَإذَا أَذَقْنَا»: «إذَا لَهُمْ» على قول الخليل وسيبويه. { قُلِ ٱللَّهُ أَسْرَعُ } ابتداء وخبر. { مَكْراً } على البيان، أي أعجل عقوبة على جزاء مكرهم، أي أن ما يأتيهم من العذاب أسرع في إهلاكهم مما أتوه من المكر. { إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ } يعني بالرسل الحفظة. وقراءة العامة «تمكرون» بالتاء خطاباً. وقرأ يعقوب في رواية رُوَيْس وأبو عمرو في رواية هارون العَتَكي «يمكرون» بالياء لقوله: { إِذَا لَهُمْ مَّكْرٌ فِيۤ آيَاتِنَا } قيل: قال أبو سفيان قُحِطنا بدعائك فإن سقيتنا صدقناك فسُقُوا باستسقائه صلى الله عليه وسلم فلم يؤمنوا، فهذا مكرهم.