الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } * { وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ ٱلظَّالِمِينَ }

قوله تعالى: { وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ } «أن» عطف على «أَنْ أَكُونَ» أي قيل لي كن من المؤمنين وأقم وجهك. قال ابن عباس: عملك، وقيل: نفسك أي استقم بإقبالك على ما أمرت به من الدين. «حَنِيفاً» أي قويماً به مائلاً عن كل دين. قال حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه:
حمِدت اللَّه حين هدى فؤادي   من الإشراك للدين الحنيف
وقد مضى في «الأنعام» اشتقاقه والحمد للَّه. { وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } أي وقيل لي ولا تشرك والخطاب له والمراد غيره وكذلك قوله: «وَلاَ تَدْعُ» أي لا تعبد. «مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنْفَعُكَ» إن عبدته. «وَلاَ يَضُرُّكَ» إن عصيته. «فَإنْ فَعَلْتَ» أي عبدت غير الله. «فَإنَّكَ إذاً مِنَ الظَّالِمينَ» أي الواضعين العبادة في غير موضعها.