الرئيسية - التفاسير


* تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ }

ثم أجاب عن ذلك الاستفهام بقوله: { مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ } ولا شك أن النطفة شيء حقير مهين والغرض منه أن من كان أصله من مثل هذا الشيء الحقير، فالنكير والتجبر لا يكون لائقاً به. ثم قال: { فَقَدَّرَهُ } وفيه وجوه: أحدها قال الفراء: قدره أطواراً نطفة ثم علقة إلى آخر خلقه وذكراً أو أنثى وسعيداً أو شقياً وثانيها: قال الزجاج: المعنى قدره على الاستواء كما قال:أَكَفَرْتَ بِٱلَّذِى خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً } [الكهف: 37]، وثالثها: يحتمل أن يكون المراد وقدر كل عضو في الكمية والكيفية بالقدر اللائق بمصلحته، ونظيره قوله:وَخَلَقَ كُلَّ شَىْء فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً } [الفرقان: 2]. وأما المرتبة الثانية: وهي المرتبة المتوسطة فهي قوله تعالى: