الرئيسية - التفاسير


* تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يٰقَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوۤاْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْفَاسِقِينَ }

معناه اذكر لقومك هذه القصة، و { إِذْ } منصوب بإضمار اذكر أي حين قال لهم: { تُؤْذُونَنِى } وكانوا يؤذونه بأنواع الأذى قولاً وفعلاً، فقالوا:أَرِنَا ٱللَّهِ جَهْرَةً } [النساء: 153]،لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وٰحِدٍ } [البقرة: 61] وقيل: قد رموه بالأدرة، وقوله تعالى: { وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنّى رَسُولُ ٱللَّهِ } في موضع الحال، أي تؤذونني عالمين علماً قطعياً أني رسول الله وقضية علمكم بذلك موجبة للتعظيم والتوقير، وقوله: { فَلَمَّا زَاغُواْ } أي مالوا إلى غير الحق { أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمْ } أي أمالها عن الحق، وهو قول ابن عباس وقال مقاتل: { زَاغُواْ } أي عدلوا عن الحق بأبدانهم { أَزَاغَ ٱللَّهُ } أي أمال الله قلوبهم عن الحق وأضلهم جزاء ما عملوا، ويدل عليه قوله تعالى: { وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلْفَـٰسِقِينَ } قال أبو إسحق معناه: والله لا يهدي من سبق في عمله أنه فاسق، وفي هذا تنبيه على عظيم إيذاء الرسول صلى الله عليه وسلم حتى إنه يؤدي إلى الكفر وزيغ القلوب عن الهدى { وَقَدْ } معناه التوكيد كأنه قال: وتعلمون علماً يقينياً لا شبهة لكم فيه.