الرئيسية - التفاسير


* تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ ٱللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ }

ثم قال تعالى: { يا أيها النَّاسُ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ } لما بين أن الحمد لله وبين بعض وجوه النعمة التي تستوجب الحمد على سبيل التفصيل بين نعمه على سبيل الإجمال فقال: { ٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ } وهي مع كثرتها منحصرة في قسمين نعمة الإيجاد، ونعمة الإبقاء. فقال تعالى: { هَلْ مِنْ خَـٰلِقٍ غَيْرُ ٱللَّهِ } إشارة إلى نعمة الإيجاد في الابتداء. وقال تعالى: { يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَاء وٱلأَرْضِ } إشارة إلى نعمة الإبقاء بالرزق إلى الانتهاء. ثم بين أنه { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } نظراً إلى عظمته حيث هو عزيز حكيم قادر على كل شيء قدير نافذ الإرادة في كل شيء ولا مثل لهذا ولا معبود لذاته غير هذا ونظراً إلى نعمته حيث لا خالق غيره ولا رازق إلا هو. ثم قال تعالى: { فَأَنّىٰ تُؤْفَكُونَ } أي كيف تصرفون عن هذا الظاهر، فكيف تشركون المنحوت بمن له الملكوت.