الرئيسية - التفاسير


* تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً }

وجه تعلق الآية بما قبلها هو أن السورة أصلها ومبناها على تأديب النبـي صلى الله عليه وسلم وقد ذكرنا أن الله تعالى بدأ بذكر ما ينبغي أن يكون عليه النبـي عليه السلام مع الله وهو التقوى وذكر ما ينبغي أن يكون عليه النبـي عليه السلام مع أهله وأقاربه بقوله:يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ قُل لأَزْوٰجِكَ } [الأحزاب: 28] والله تعالى يأمر عباده المؤمنين بما يأمر به أنبياءه المرسلين فأرشد عباده كما أدب نبيه وبدأ بما يتعلق بجانبه من التعظيم فقال: { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً } كما قال لنبيه:يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِىّ ٱتَّقِ ٱللَّهَ } [الأحزاب: 1]. ثم ههنا لطيفة وهي أن المؤمن قد ينسى ذكر الله فأمر بدوام الذكر، أما النبـي لكونه من المقربين لا ينسى ولكن قد يغتر المقرب من الملك بقربه منه فيقل خوفه فقال: { ٱتَّقِ ٱللَّهَ } فإن المخلص على خطر عظيم وحسنة الأولياء سيئة الأنبياء وقوله: { ذِكْراً كَثِيراً } قد ذكرنا أن الله في كثير من المواضع لما ذكر وصفه بالكثرة إذ لا مانع من الذكر على ما بينا.