الرئيسية - التفاسير


* تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ مِنَ ٱلْمَآءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً }

واعلم أن هذا هو النوع الخامس من دلائل التوحيد وفيه بحثان: الأول: ذكروا في هذا الماء قولين: أحدهما: أنه الماء الذي خلق منه أصول الحيوان، وهو الذي عناه بقوله:وَٱللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مّن مَّاء } [النور: 45] والثاني: أن المراد النطفة لقوله:خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ } [الطارق: 6]،مّن مَّاء مَّهِينٍ } [المرسلات: 20]. البحث الثاني: المعنى أنه تعالى قسم البشر قسمين ذوي نسب، أي ذكوراً ينسب إليهم، فيقال فلان بن فلان، وفلانة بنت فلان، وذوات صهر، أي إناثاً يصاهرن ونحوه، قوله تعالى:فَجَعَلَ مِنْهُ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ } [القيامة: 39]، { وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً } حيث خلق من النطفة الواحدة نوعين من البشر الذكر والأنثى.