الرئيسية - التفاسير


* تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِمْ مُّوسَىٰ وَهَـٰرُونَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلإِيْهِ بِآيَـٰتِنَا فَٱسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ } * { فَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوۤاْ إِنَّ هَـٰذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ } * { قَالَ مُوسَىٰ أَتقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَآءَكُمْ أَسِحْرٌ هَـٰذَا وَلاَ يُفْلِحُ ٱلسَّاحِرُونَ }

اعلم أن هذا الكلام غني عن التفسير وفيه سؤال واحد، وهو أن القوم لما قالوا: { إِنَّ هَـٰذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ } فكيف حكى موسى عليه السلام أنهم قالوا: { أَسِحْرٌ هَـٰذَا } على سبيل الاستفهام؟ وجوابه: أن موسى عليه السلام ما حكى عنهم أنهم قالوا: { أَسِحْرٌ هَـٰذَا } بل قال: { أَتقُولُونَ لِلْحَقّ لَمَّا جَاءكُمْ } ما تقولون، ثم حذف عنه مفعول { أَتَقُولُونَ } لدلالة الحال عليه، ثم قال مرة أخرى { أَسِحْرٌ هَـٰذَا } وهذا استفهام على سبيل الإنكار، ثم احتج على أنه ليس بسحر، وهو قوله: { وَلاَ يُفْلِحُ ٱلسَّـٰحِرُونَ } يعني أن حاصل صنعهم تخييل وتمويه { وَلاَ يُفْلِحُ ٱلسَّـٰحِرُونَ } وأما قلب العصا حيّة وفلق البحر، فمعلوم بالضرورة أنه ليس من باب التخييل والتمويه فثبت أنه ليس بسحر.