الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَٱسْتَغْنَىٰ } * { وَكَذَّبَ بِٱلْحُسْنَىٰ } * { فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ } * { وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّىٰ }

{ وَٱسْتَغْنَىٰ } وزهد فيما عند الله كأنه مستغن عنه فلم يتقه. أو استغنى بشهوات الدنيا عن نعيم الجنة، لأنه في مقابلة { وَٱتَّقَىٰ }. { فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ } فسنخذله ونمنعه الألطاف، حتى تكون الطاعة أعسر شيء عليه وأشدّه، من قولهيَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِى ٱلسَّمَاء } الأنعام 125 أو سمى طريقة الخير باليسرى، لأنّ عاقبتها اليسر وطريقة الشرّ العسرى، لأن عاقبتها العسر. أو أراد بهما طريقي الجنة والنار، أي فسنهديهما في الآخرة للطريقين. وقيل نزلتا في أبي بكر رضي الله عنه، وفي أبي سفيان بن حرب { وَمَا يُغْنِى عَنْهُ } استفهام في معنى الإنكار. أو نفي { تَرَدَّىٰ } تفعل من الردى وهو الهلاك، يريد الموت. أو تردّى في الحفرة إذا قبر، أو تردّى في قعر جهنم.