الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَآ } * { إِذِ ٱنبَعَثَ أَشْقَاهَا } * { فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ ٱللَّهِ نَاقَةَ ٱللَّهِ وَسُقْيَاهَا } * { فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا } * { وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا }

الباء في { بِطَغْوَاهَا } مثلها في كتبت بالقلم. والطغوى من الطغيان فصلوا بين الاسم والصفة في فعلى من بنات الياء، بأن قلبوا الياء واواً في الاسم، وتركوا القلب في الصفة، فقالوا امرأة خزيا وصديا، يعني فعلت التكذيب بطغيانها، كما تقول ظلمني بجرءته على الله. وقيل كذبت بما أوعدت به من عذابها ذي الطغوى كقولهفَأُهْلِكُواْ بِٱلطَّاغِيَةِ } الحاقة 5، وقرأ الحسن «بطغواها» بضم الطاء كالحسنى والرجعى في المصادر { إِذِ ٱنبَعَثَ } منصوب بكذبت. أو بالطغوى. و { أَشْقَـٰهَا } قدار بن سالف. ويجوز أن يكونوا جماعة، والتوحيد لتسويتك في أفعل التفضيل إذا أضفته بين الواحد والجمع والمذكر والمؤنث، وكان يجوز أن يقال أشقوها، كما تقول أفاضلهم. والضمير في { لَهُمْ } يجوز أن يكون للأشقين والتفضيل في الشقاوة، لأنّ من تولى العقر وباشره كانت شقاوته أظهر وأبلغ. و { نَاقَةَ ٱللَّهِ } نصب على التحذير، كقولك الأسد الأسد، والصبي الصبي، بإضمار ذروا أو أحذروا عقرها { وَسُقْيَـٰهَا } فلا تزووها عنها، ولا تستأثروا بها عليها { فَكَذَّبُوهُ } فيما حذرهم منه من نزول العذاب إن فعلوا { فَدَمْدمَ عَلَيْهِمْ } فأطلق عليهم العذاب، وهو من تكرير قولهم ناقة مدمومة إذا ألبسها الشحم { بِذَنبِهِمْ } بسبب ذنبهم. وفيه إنذار عظيم بعاقبه الذنب، فعلىٰ كل مذنب أن يعتبر ويحذر { فَسَوَّاهَا } الضمير للدمدمة، أي فسوّاها بينهم لم يفلت منها صغيرهم ولا كبيرهم { وَلاَ يَخَافُ عُقْبَـٰهَا15 } أي عاقبتها وتبعتها كما يخاف كل معاقب من الملوك فيبقى بعض الإبقاء. ويجوز أن يكون الضمير لثمود على معنى فسواها بالأرض. أو في الهلاك، ولا يخاف عقبى هلاكها. وفي مصاحف أهل المدينة والشأم فلا يخاف. وفي قراءة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يخف. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 1307 " من قرأ سورة الشمس، فكأنما تصدّق بكل شيء طلعت عليه الشمس والقمر ".