الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَجَآءَ ٱلْمُعَذِّرُونَ مِنَ ٱلأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }

{ ٱلْمُعَذّرُونَ } من عذر في الأمر، إذا قصر فيه وتوانى ولم يجدّ وحقيقته أنه يوهم أن له عذراً فيما يفعل ولا عذر له أو المعتذرون بإدغام التاء في الذال ونقل حركتها إلى العين ويجوز في العربية كسر العين لالتقاء الساكنين وضمها لإتباع الميم، ولكن لم تثبت بهما قراءة، وهم الذين يعتذرون بالباطل، كقوله { يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ } وقرىء «المعذرون» بالتخفيف وهو الذي يجتهد في العذر ويحتشد فيه. قيل هم أسد وغطفان. قالوا إن لنا عيالاً وإن بنا جهداً فائذن لنا في التخلف. وقيل 483 هم رهط عامر بن الطفيل قالوا إن غزونا معك أغارت أعراب طيّ على أهالينا ومواشينا، فقال صلى الله عليه وسلم «سيغنيني الله عنكم». وعن مجاهد. نفر من غفار، اعتذروا فلم يعذرهم الله تعالى وعن قتادة اعتذروا بالكذب. وقرىء «المعذرون» بتشديد العين والذال، من تعذر بمعنى اعتذر، وهذا غير صحيح لأنّ التاء لا تدغم في العين إدغامها في الطاء والزاي والصاد، في المطوّعين، وأزكى وأصدق. وقيل أريد المعتذرون بالصحة، وبه فسر المعذرون والمعذرون، على قراءة ابن عباس رضي الله عنه الذين لم يفرطوا في العذر { وَقَعَدَ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } هم منافقو الأعراب الذين لم يجيئوا ولم يعتذروا، وظهر بذلك أنهم كذبوا الله ورسوله في ادعائهم الإيمان. وقرأ أبيّ «كذبوا» بالتشيد { سَيُصِيبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ } من الأعراب { عَذَابٌ أَلِيمٌ } في الدنيا بالقتل، وفي الآخرة بالنار.