الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِن رَّجَعَكَ ٱللَّهُ إِلَىٰ طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ فَٱسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوّاً إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِٱلْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَٱقْعُدُواْ مَعَ ٱلْخَالِفِينَ }

وإنما قال { إِلَىٰ طَائِفَةٍ مّنْهُمْ } لأنّ منهم من تاب عن النفاق وندم على التخلف، أو اعتذر بعذر صحيح. وقيل لم يكن المخلقون كلهم منافقين، فأراد بالطائفة المنافقين منهم { فَٱسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ } يعني إلى غزوة بعد غزوة تبوك. { أَوَّلَ مَرَّةٍ } هي الخروج إلى غزوة تبوك، وكان إسقاطهم عن ديوان الغزاة عقوبة لهم على تخلفهم الذي علم الله أنه لم يدعهم إليه إلاّ النفاق، بخلاف غيرهم من المتخلفين { مَعَ ٱلْخَـٰلِفِينَ } قد مرّ تفسيره. و قرأ مالك بن دينار رحمه الله «مع الخلفين» على قصر الخالفين. فإن قلت { مَرَّةٍ } نكرة وضعت موضع المرات للتفضيل، فلم ذكر اسم التفضيل المضاف إليها وهو دال على واحدة من المرات؟ قلت أكثر اللغتين هند أكبر النساء، وهي أكبرهنّ. ثم إنّ قولك هي كبرى امرأة، لا تكاد تعثر عليه. ولكن هي أكبر امرأة، وأول مرة وآخر مرة. وعن قتادة ذكر لنا أنهم كانوا اثني عشر رجلاً قيل فيهم ما قيل.